السبت، 7 نوفمبر 2009

راحله

عندما اصبحت في سن الخامسة عشره كنت اكتب في دفاتري بعض خربشات طفوليه افتعل بها الحزن واوقع براحله
وبعد ان كبرت بقي في ذاكرتي مسافات رحيل قطعتها
بدا في عروق العائلة عذابات الرحيل من 48 وحتى اليوم والذاكره تابى النسيان وتصل الى مخيلتنا عبر الاورده والرضاع من الوالدين اللذين عاشا عذابات الرحيل الاول
افتح عيني كقط وديع لارى طلوع الشمس ونحن في سيارتنا مسافرين من منطقة الى اخرى
وانظر الى سائق الشاحنة بعين حاسده لانه ينام فوق الشاحنه ووجهه الى السماء اقرب منى
واحاول مرات متعدده الى الصعود لاعلى الشاحنه لارى النجوم اقرب وفي منتصف المسافه اسمع صوت ابي ينهرني من الصعود
حتى كانت محاولة وحيدة ناجحه ولكن الشمس كانت في منتصف النهار ولهبها ساخط على طلوعي الى الاعلى
فاقتنعت ان الارتفاع ليس بذاك الجاذبيه التي احسبها
ولكن يبقى في داخلي متعة الصعود في الليل لان الليل بارد وهواءه لذيذ
ليس من صنع خيالي انني ذهبت الى منطقة بارده جدا وغيم الضباب الكثيف يغطي المكان كنت اهوى الابتعاد عن اهلي والجلوس بهدوء بعيد عن النظرات لاسمع اصوات طيور وضفادع وحفيف شجر وندف المطر تسقط على شعري المجعد الصغير وانا انظر تحت قدمي التقط زهرات صغيره او خنفس صغير يلهو هنا وهناك
وربما اعجبت بحجر احسن الخالق استدارته او ملمسه الناعم لاحتفظ به في جيبي
سرعان ماتكتشف امي جيوبي المليئه بالقذاره على حد قولها لتخرجها وترميها
مااسهل ان تملي عليك تعليمات كيف تكوني آنسه رقيقة ومهندمه " ليدي " وانا اميل الى ان اكون صبي يفعل مايحلو له يركض ويلعب بالتراب والحصى واقفز على الشجر واتحمل بعدها توبيخ وشد اذن وبكاء طوال الليل
واتخيل بعقلي الصغير طفولة معذبة منع مني اللعب وقت السفر والنوم في الخلاء والنظر الى النجوم وعدها طوال الليل لاخطئ واعيد من جديد وتوقفت عن العد عندما اخافتني صديقة لي كانت يديها مليئة بالثئاليل قالت لي انها في ليلة كانت تعد النجوم وفي الصباح اصبحت يديها هكذا فاصبحت اختلس النظر الى النجوم ولا احاول عدها
وكبرت ولا زالت روحي ترفرف الى الفضاء واشعر بالاختناق اذا اغلق الباب او الشباك احب النظر الى السماء واللعب تحت المطر والنظر الى السماء وهي تضيء بالبرق وصوت الرعد يخيفني ولكن اشعر انه كلما اشتد الصوت هطل المطر اقوى واقوى وكان اللعب اكثر بهجة ...
مدينتي ...لاياتيها المطر والبحر بعيد من نافذتي والطيور لم تعد تاتي بعد ان قطعت اغصان شجره وحيده كانت عند نافذتي
مدينتي .... تعشق الاسمنت والحديد وضوضاء مكيفات الهواء والسيارات الفارهه
وانا لازلت تلك الطفله بفستان انيق تلهو بحقل يغطيه زهر الاقحوان الابيض والاصفر وجدول ماء واعشاش حمام بري وبلابل
ونهار لطيف
كل يوم اشعر ان روحي ترفرف في الفضاء و تهذي انا راحله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق