عندما اصبحت في سن الخامسة عشره كنت اكتب في دفاتري بعض خربشات طفوليه افتعل بها الحزن واوقع براحله
وبعد ان كبرت بقي في ذاكرتي مسافات رحيل قطعتها
بدا في عروق العائلة عذابات الرحيل من 48 وحتى اليوم والذاكره تابى النسيان وتصل الى مخيلتنا عبر الاورده والرضاع من الوالدين اللذين عاشا عذابات الرحيل الاول
افتح عيني كقط وديع لارى طلوع الشمس ونحن في سيارتنا مسافرين من منطقة الى اخرى
وانظر الى سائق الشاحنة بعين حاسده لانه ينام فوق الشاحنه ووجهه الى السماء اقرب منى
واحاول مرات متعدده الى الصعود لاعلى الشاحنه لارى النجوم اقرب وفي منتصف المسافه اسمع صوت ابي ينهرني من الصعود
حتى كانت محاولة وحيدة ناجحه ولكن الشمس كانت في منتصف النهار ولهبها ساخط على طلوعي الى الاعلى
فاقتنعت ان الارتفاع ليس بذاك الجاذبيه التي احسبها
ولكن يبقى في داخلي متعة الصعود في الليل لان الليل بارد وهواءه لذيذ
ليس من صنع خيالي انني ذهبت الى منطقة بارده جدا وغيم الضباب الكثيف يغطي المكان كنت اهوى الابتعاد عن اهلي والجلوس بهدوء بعيد عن النظرات لاسمع اصوات طيور وضفادع وحفيف شجر وندف المطر تسقط على شعري المجعد الصغير وانا انظر تحت قدمي التقط زهرات صغيره او خنفس صغير يلهو هنا وهناك
وربما اعجبت بحجر احسن الخالق استدارته او ملمسه الناعم لاحتفظ به في جيبي
سرعان ماتكتشف امي جيوبي المليئه بالقذاره على حد قولها لتخرجها وترميها
مااسهل ان تملي عليك تعليمات كيف تكوني آنسه رقيقة ومهندمه " ليدي " وانا اميل الى ان اكون صبي يفعل مايحلو له يركض ويلعب بالتراب والحصى واقفز على الشجر واتحمل بعدها توبيخ وشد اذن وبكاء طوال الليل
واتخيل بعقلي الصغير طفولة معذبة منع مني اللعب وقت السفر والنوم في الخلاء والنظر الى النجوم وعدها طوال الليل لاخطئ واعيد من جديد وتوقفت عن العد عندما اخافتني صديقة لي كانت يديها مليئة بالثئاليل قالت لي انها في ليلة كانت تعد النجوم وفي الصباح اصبحت يديها هكذا فاصبحت اختلس النظر الى النجوم ولا احاول عدها
وكبرت ولا زالت روحي ترفرف الى الفضاء واشعر بالاختناق اذا اغلق الباب او الشباك احب النظر الى السماء واللعب تحت المطر والنظر الى السماء وهي تضيء بالبرق وصوت الرعد يخيفني ولكن اشعر انه كلما اشتد الصوت هطل المطر اقوى واقوى وكان اللعب اكثر بهجة ...
مدينتي ...لاياتيها المطر والبحر بعيد من نافذتي والطيور لم تعد تاتي بعد ان قطعت اغصان شجره وحيده كانت عند نافذتي
مدينتي .... تعشق الاسمنت والحديد وضوضاء مكيفات الهواء والسيارات الفارهه
وانا لازلت تلك الطفله بفستان انيق تلهو بحقل يغطيه زهر الاقحوان الابيض والاصفر وجدول ماء واعشاش حمام بري وبلابل
ونهار لطيف
كل يوم اشعر ان روحي ترفرف في الفضاء و تهذي انا راحله
السبت، 7 نوفمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق