الجمعة، 26 يونيو 2009

الحذاء

انها قصة حذاء رجل فقير
كان يرتديه صيف شتاء ليس من بخل ولكن من فقر وليحضى اولاده بماهو جديد
وتمضي الايام والشهور واتى الشتاء فجأة
وبينما هو يسير في الشارع عائد الى بيته شعر بماء تتدفق الى داخل الحذاء
أوه لقد حدث ماكان يخشاه جلس على الرصيف ليرى حجم الشق اللذي في الحذاء والسماء تمطر لقد كان الشق كبيرا
وجلس يتحسس ورقة في جيبه كتب عليها ابناؤه طلبات العيد
للبنت الكبرى فستان والوسطى تريد التنوره والابن الاكبر يريد قميص جديد لان اصدقاءه اصبحو يسخرون من قميصه القديم اللذي يرتديه دائما والابن الصغير اللذي ينظر الى يديه كلما دخل البيت ليرى ان كان احضر له حلوى او لعبه
وسال نفسه ان كان يستطيع باي شكل اصلاح حذاءه لشهرين اخرين ليتمكن من شراء احتياجات اولاده ومصاريفهم اليوميه
لقد كان الصدع اللذي اصاب الحذاء كبير جدا وقد لايتمكن من اصلاحه
قعد على الرصيف يجمع ويحسب كيف للامور ان تسير كيفما يشاء
خلع الفردة الاخرى وسار الى البيت بقدمين عاريين
وهو خالي الذهن ماذا يفعل ومافي جيبه قد لايحقق سوى امنية واحده !!
وفي الطريق اتت سيارة فارهه على عجل ومن بداخلها لا يكاد يعرف ان كان قد توقف المطر ام لا
وهناك تجمع ماء في الشارع فغسلت المياه المتطايره الرجل المذهول وبكى نعم لقد انسل دمع عصي من عينيه
وصل بيته وقد تلطخت ملابسه بمياة اسنه وعينيه محمرة من البكاء
استقبلته زوجته بقلق لانه تاخر على غير عادته
وقالت له انها ستسخن له الماء ليستحم
دخل الحمام وارتدى ملابس دافئة ونظيفه
واستلقى على الفراش ولا زالت حاله الذهول ترتسم على وجهه
ثم قعد في فراشه وتوجه الى حذائه وقام بتلميعه واحضر ابرة وخيط سميك
وعدته الفقيره واصلح الحذاء
نعم ربما يقاوم شهر اخر
واخر الشهر انفتح شق من جنب اخر واصلحه بمسمار وخيط سميك
وانتظر شهر اخر
وانفتح شق اخر في فردة الحذاء الاخرى
واصلحه !!
لقد اشترى لابنائه مايريدون
ولكن عليه ان يصبر لشهر آخر في نهايته ليستطيع ان يشتري حذاء جديدا
وتمكن منه الخوف ان يخذله الحذاء القديم
ولم ينتبه الى انه كلما اصلح الحذاء اصبح ضيقا اكثر ولم يشعر بان الاصبع الصغير في قدمه اليمنى ظهر عليه دمل كبير
ونشف وبقي كانه حجر صغير في اصبعه
لقد قاوم الالم والحذاء القديم !
لقد اشترى حذاء جديدا
ورمى حذاءه القديم ولكن بقي في قدمه دمل قديم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق