على غفلة قرر ان يهاجر تاركا منزل صغير بحيطان طين واب وام طاعنين في السن
وترك معهم حلم وكثير من الذكريات وخرج وقد قرر الاعوده
الى اي مدينة تقبل بوجوده فهو بلا هويه ولا اوراق ثبوتيه سوى ان له وطن قد سلب والكل يعلم حتى انها حكاية قديمه تروى على شاشات التلفاز منذ ان كان طفلا لايذكر سوى انه وقف على ترابها
لقد نوى ان يغادر ولا يلتفت خلفه لان ليس هناك الا الالم المصبوغ بالدم والحسره
هاجر الى دول العالم تتقاذفه التهم ويشار اليه بالايماءات المبطنه
في بلد عربي استقر وعاش مرارة اقسى مما كان عليه في مخيمات الانتظار وقعد مع نفسه مرات ومرات وفي داخله سؤال لم لم ينتظر في بيته ومع امه وابيه
لماذا يحلو له الانتظار مع عرق الغربه وانفاس الظلم تلفح وجهه كل صباح
وتغرب الشمس على انفاس نتنه تحيطه من القاذورات والبيوت الصدءه
وقرر الهجرة الى مكان اقل ايلاما واكثر انسانيه
من يقبل بوجوده بلاهويه
لم يكن نكره بل كان قاسيا عندما هجر والديه واصبح اكثر قسوة
حتى على ابناء جلدته لربما هم السبب في انقطاع الهويه والتهويه !!
الى مدينة اوروبية تم تمريره بطرق عجيبه ربما على ظهر حافله ربما تحت شاحنه
ربما على مركب صيد صغير عبر عباب بحر هائل
ولكنه نجى وكان له في هذه الغربه اعمق غربه
فهو لايتحدث سوى العربيه المرفوضه !!
حتى شكله حتى عبوسه غير مريح
فله سحنة عربيه
عمل في مطعم
عمل في الحدائق ففي بلاده شجر وفلاحه
وفي كل الاعمال تمرس بها ولكنه لم يشعر بالاستقرار ولا الانتماء فهو بلاهويه
ولا اوراق ثبوتيه !!
وكان يقول في نفسه انه سينسى ولكن في قلبه الوطن أكبر من الخارطه
واكبر من المكان
واصبح ثقلها في قلبه يزن اطنان على جسد صغير
وقرر العوده
وعاد الى البيت الطين ولكنه مهجور لقد كان بجنب البيت قبرين
دخل بيته الخاوي الامن سرير قديم يعلوه غبار نظيف
وفوقه بقجه
فتحها كان فيها صورة ابيه وامه في عرسهما وصورة له مع اخوته
ومسدس مصدي وثلاث رصاصات فارغه ملفوفة في كوفية ابيه
وحلم لم يكتمل !!
خرج من بيته الى قبر ابيه وامه وبكى بكاء حارا
وقرأ لهما الفاتحه ورش على القبر ماء
وخرج بلاعوده
عائد الى غربة ثانية
الأحد، 28 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
اعطيني جعبه وبارود وزاد ثلاث ايام وثلاث الغام واطلقني
ردحذفمش طالب ترافقني
احمي لي ظهري ياخويا
ولا تخلي ايدين الشر وعنيها تلاحقني
عبدالملك الحسيني